حول تفسير مفردات القرآن

پدیدآورابوالفضل شکوری

تاریخ انتشار1388/09/22

منبع مقاله

share 480 بازدید
حول تفسير مفردات القرآن

ابوالفضل شكوري
العلوم القرآنية من أشرف العلوم، ومن بينها «علم المفردات» لأنه، يحظي بأهمية خاصة، فهو يعرّف المفردة المستعملة في ايات القرآن المجيد، ذلك الكتاب الإلهي والبحر المترامي الأطراف الذي لا يسبر غوره إلا عن طريق معرفة مفرداته المستعملة في مجازاته، ومتشابهاته، ومترادفاته، ووجوهه، ونظائره، ومشتركاته، ومعرباته، وكذلك معرفة غرائب ألفاظه. و علي صعيد لزوم معرفة المسلمين مفردات القرآن، وخاصة غرائبها والعصية علي الفهم منها، فقد وردت توصيات وأحاديث عن المعصومين، مثل :
أعْرِبُوا القُرآن َ وَلْتَمِسُوا غَرائِبَهُ»، ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يحظ بما ينبغي من الأبحاث النظرية. هذه المقالة تسعي، بفصولها الستة، أن تسد ثغرة، وإن كانت صغيرة، في هذا الباب.

الفصل الأول ـ تعريف علم المفردات

يتألف محتوي كل كتاب من معلومات تنتظم في الحروف التي تتكون منها الكلمات التي تؤلف الجمل باصطفافها متراصفة لتؤدي معني من المعاني.
فالمفردة هي الركن الاساس محتوي كل كتاب، بحيث أن العلم بمركبات اي كتاب لا يتسني إلاّ بمعرفة مفرداته.
والقرآن المجيد، كتاب الله الذي أنزله عن طريق الوحي، يتألف أيضامن «المفردات» و «مركباتها»، واننا بعد معرفتنا بمعاني مفردات القرن نكون مؤهلين لخوض عباب معارف القرآن بفهم مركباته و أهدافه السامية، بيد أننا لابد أن نعترف بأن التعريف الدقيق لمفرداته ومركباته وتحديد الحدود بينها ليس من الامور الهينة السهلة التي يمكن أن تستغني عن التوضيح والتعريف. إن لكل من هذين الإصطلاحين مفاهيم ومضامين واسعة، وقد يكون لها أحياناً مصاديق مشتبهة. لذلك من الضروري في بحث «المفردات» أن نبدأ باعطاء تعريف دقيق منطقي وأصولي لهما بصفتها علماً من العلوم .
علي قدر علم الكاتب أنه علي الرغم من أن علم المفردات يتميز بالقدم من بين العلوم القرآنية، فلم تبذل جهود حتي الآن لوضع تعريف منطقي لهذا العلم من جانب علماء العلوم القرآنية، باستثنا مواضيع مفيدة متناثرة نشرت هنا هناك تمكننا، بتتبعها وجمعها، من تدوين تعريف واضح ورصين له .
العلامة شمس الدين الآملي، من كتاب دائرة المعارف المسلمين في القرن الثامن الهجري، في معرض إحصائه للشروط والآداب اللازم توافرها في مفسر القرآن، يشير الي وجوب معرفته بعلم المفردات: يقول :
رابعاً: بين المفردات والألفاظ بحسب اللغة والاشتقاق والخط1.
الراغب الاصفهاني (المتوفي سنة 503هـ) قد يكون أول من جعل اصطلاح «علم المفردات» فرعاً من «علوم القرآن اللفظية» وأطلق اسم «معجم مفردات الفاظ القرآن» علي كتابه القيم النفيس، وهو، كما يتضح من عنوانه، يختص بشرح المفردات المستعملة في القرآن الكريم، و في ذلك يقول :
.. أن أول علم من العلوم القرآنية التي يجب تعلمها هو العلوم اللفظية. ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة. فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه، تتحصيل اللَّبِن في كونه من أول المعاون في بناء مايريد أن يبنيه. وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحِكمهم، وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم...2.
كما نلاحظ أنه استعمل اصطلاح علم المفردات، ولكنه أيضاً لم يضع تعريفاً معيناً ناطقاًله. مع ذلك، فبتلخيص أقواله وإشاراته إلي فروع العلوم القرآنية يمكن القول أنه كان بصدد وضع تعريف لهذا العلم تعريفاً مباشراً، وأنه بإيراد تلك العبارات قصد بها أن تكون التعريف لمطلوب. بناء علي ذلك فإنه يري علم المفردات هو «الحصول علي معاني مفردات الفاظ القرآن» وبذلك يخرج بحث «عوارض مفردات ألفاظ القرآن» مثل القراءة والاشتقاق وغيرهما من ميدان هذا العلم. ولكنه بعد ذلك يقول إن البحث في عوارض الألفاظ المفردة، مثل مناسبات الألفاظ والاستعارات والمشتقات وغيرها أيضاً من الأمور المرتبطة بعلم المفردات3، ولكنه فيما يتعلق بقوانينها وقواعدها يرجع القاري‏ء إلي كتاب آخر له اختصه بذلك. وبما أن البحث في «مناسبات الألفاظ لمفردة» هو بحث في العوارض ، لذلك فعلم المفردات عند الراغب علم واسع يشمل معاني الألفاظ المفردة وعوارضها وكيفية استعمالها في القرآن ومناسباتها، مما يخلق فروعاً للمعارف القرآنية، ومع ذلك فإن كتابه عن معاني مفردات القرآن لم يشمل جميع فروع علم المفردات .
الآملي، صاحب نفائس العلوم، لا يكاد يختلف عن راغب في مفهوم علم المفردات، لأنه، كما سبق القول، يقسم مسائل علم المفردات القرآن ءلي ثلاثة فروع رئيسة وأصلية ويعتقد أنه علم يبحث في ألفاظ القرآن ومفرداته من حيث اللغة والاشتقاق والخط. والبحث في «خط» القرآن يشمل، بالطبع، الإعجام ورسم الخط، وحتي قراءة القرآن، وكلها بحث في«العوارض ». إن نظرة الإملي الي مفهوم الفردات تتجاوز ما سبق قوله. إنه يري أن تكرار لفظة وبيان معناها مع لفظة أخري مرادفة لها تحقيقاً أو تقريباً ليس علماً، اذ في علم المفردات يجب ذكر «واقع» المفردة ومفهومها الدقيق بذاته وشرحها. يقول الآملي، باسلوب القرن السادس الهجري :
الفائدة السادسة: في بيان معرفة معاني الألفاظ. إعلم أن كل لفظ فارسي أو تركي أو غيرهما، عند السؤال عن معناه فإن اللفظ الذي يعطي في الجواب ليس معني ذلك اللفظ، بل هو لفظ آخر مرادف له علي الأشهر والأعرف.
مثلا: «ماء» و «آب» و «سو» و «پاني» ألفاظ مترادفة، عند العرب هي« ماء» و عند الفرس هي «آب» وعند الترك هي« سو» وعند الهنود هي «پاني» وهكذا بالنسبة إلي أقوام اخري ، وهكذا ...و معناه هو أنه جسم رطب سيال لا ينقسم إلي أجسام مختلفة الصور. إن التعبير عن مفاهيم الأشياء صعب، والأكثرية لا علم لهابذلك بحيث إذا سئلوا: ما معني «الله»؟ يقولون «خدا» دون أن يعلموا أن الله وخدا مترادفان، ومعناهما هو الذات الجديرة بالعبادة»4.
كلام شمس الدين الأمليكلي وعام، و يشمل ألفاظ ومفردات القرآن الكريم أيضا. وطبقاً لهذا الجزء من كلامه، وبرغم أن البحث في الألفاظ محدود بذكر المترادفات في لغة او لغات متعددة يعتبر من علم المفردات، إلا أن علم المفردات والعالم به يرميان إلي الواقعية‏التي يجب ان تشرح الواقع الخارجي والعيني لمفهم اللفظ المفرد.
جلال الدين البلقيني، وهو عالم آخر من علماء القرن الثامن الهجري، في كتابه «مواقع العلوم من مواقع النجوم»، يصنف مجموع العلوم القرآنية إلي ستة أمور أصلية، وكل امر ينقسم إلي عدة فروع، وهو يخصص الأمرين الرابع والسادس بتعريف الالفاظ في العلوم القرآنية، أي علم المفردات. يقول :
الأمر الرابع: اللفظ وهو سبعة أنواع: الغريب، المعرب، المجاز، المشترك، المترادف، الاستعارة، والتشبيه..الأمر السادس: المعاني المتعلقة بالألفاظ، وهي خمسة أنواع: الفصل، الوصل، الوصل، الإيجاز، الإطناب والقصر. ومن الأنواع مالا يدخل تحت الحصر: الأسماء، الكني، الألقاب والمبهمات5.
مجموع أنواع العلوم القرآنية، بحسب قول البلقيني في كتابه، يبلغ أربعاً و خمسين نوعاً6 [حسبما ترون ، يقول البلقيني بالاختلاف بين «الألفاظ» و «المعاني» المتعلقة بالألفاظ» ولم يأت بها تحت عنوان واحد، كما أنه لم يستطع وضع بعض المفردات، كالأعلام والأسماء والألقاب، تحت عنوان واحد، مع آنهاجميعاً ترجع إلي علم المفردات يشملها جميعاً. لذلك يبدو أن البلقيني لم يكن يحمل صورة واضحة عن علم المفردات .
بعد البلقيني جاء جلال الدين السيوطي (ولد في 849ه••) بكتابه القيم «التحبير في علم التفسير» الذي وضعه متأثراً بكتاب البلقيني، حيث يجعل العلوم القرآنية 102 نوعاً7. بعد ذلك كتب االسيوطي كتاباً آخر جامعاً وأكثر تفصيلاً تحت عنوان «الإتقان في علوم القرآن» أحصا فيه العلوم القرآنية، وبعد إدغام بعضها في بعض، جمعها في80 نوعاً8.
إن تصنيف السيوطيلعلوم القرآن في كتابه الإتقان مضطرب غير منظم، فقد أورد مسائل علم المفردات في ذيل عدد من العناوين في مواضع منفصلة، وقد يخطي‏ء في مطابقة المصاديق مع العناوين. من ذلك مثلاً نلاحظ انه يعتبر علم المفردات وغريب القرآن شياً واحداً مترادفاً، و في ذيل عنوان «النوع السادس والثلاثون في غريبه» يذكر مسائل أعم من علـم المفردات مـع أن «غريب القرآن فرع من «علم المفردات» ومصاديقه9. و في موضع آخر يستعمل مصطلح «المفردات» بنفسه، ولكنه يقصد به مفهوماً غريباً لا علاقة له بعلم المفردات أبداً. فهو تحت عنوان «النوع السابع والثلاثون في مفردات القرآن» يقوم بإحصاء مجموعة من الآيات الواردة من باب التفصيل، أو أن العلماء اطلقوا عليها ذا لوصف، مثل: أحكم الآيات، أعدل الآيات، أعظم الآيات، أرجي الآيات وامثالها10.
بأخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار نستنتج أن السيوطي كان يري علم المفردات مرادفاً الغريب القرآن، وأن نطاق مصاديقه ضيق جداً. ولم يكن يحمل تصوراً واضحاً من علم المفردات مثل الراغب الاصفهاني، علي الرغم من أنه شرح مصاديقه في مواضع متفرقة من كتابه.
خلاصة هذا البحث هو أننا بالبحث والتنقيب في المصادر القديمة والجديدة لا نستطيع أن نعثر علي تعريف جامع ومانع لعلم المفردات. إن مباحث هذا العلم متسعة ومشتتة في المصادر، وفروعه مذكورة ومعرّفة، ولكن الأصل لا تعريف له، علي الرغم من أن بعض العلماء، مثل الراغب، سعوا الي تعريفه بكر مصاديقه. مع ذلك، بالرجوع إلي أقوالهم وتصنيفهم العلوم القرآنية اللفظية11 يمكن وضع التعريف التالي لعلم المفردات: علم المغردات القرآنية علم يتناول فقط المفردة القرآنية من حيث حذرها واشتقاقها اللغوي، والدلالة علي المعني المطلوب، ومناسبتها وطريقة كتابتها وتلفظها واستعمالاتها الحقيقية والمجازية. ومن أهم فروعه غريب القرآن .

الفصل الثاني ـ مكانة علم المفردات بين العلوم القرآنية

القرآن الكريم مصدر لكثير من العلوم البشرية والإسلامية. فيما يتعلق بالعلوم التي ترتبط بصورة خاصة بالقرآن وعددها فهناك اختلاف في أقوال العلماء. بعض الذين يبدو أنهم يحبون المبالغة والإغراق في جميع الأمور ساروا علي المنوال نفسه في هذا الأمر فقالوا إن عدد العلوم القرآنية يساوي عدد مفردات القرآن البالغ 77450 علماً، واذا اخذنا نسبة الألفاظ المركبة بنظر الإعتبار يصبح عددها مما لا يعدو ولا يحصي 12. جلال الدين البلقيني يعدها أكثر من خمسين علماً بقليل .
السيوطي، لكي يدخل كتابه في هذا الباب، ألف كتاباً بعنوان
«التحبير في علوم التفسير». وهو يوصل في هذا الكتاب عدد العلوم القرآنية إلي 102 نوعاً. ثم بعد إعادة النظر في كتابه هذا يصنف كتاباً آخر بعنوان «الإتقان في علوم القرآن» يدغم فيه بعض العلوم في بعض ويجمعها إلي ثمانين علماً وتفصلها تفصيلاً 13. مع ذلك يبدو أن الأمر يتطلب تصنيفاً أدق وأكثر تهذيباً ليبرز مقام علم المفردات. بناء علي ذلك يمكن تصنيف جميع فروع العلوم القرآنية إلي ثلاثة اصناف رئيسة: العلوم التاريخية في القرآن، والعلوم الدستورية في القرآن، وعلوم التفسير في القرآن .
فذلك القسم من القرآن الذي يرو فيه سرد احداث الماضي علي امتداد القرون والأعصار فيدخل تحت عنوان العلوم التاريخية في القرن. والقسم الآخر من القرآن الكريم الذي يدور حول «ما يجب وما لا يجب» يدخل ضمن العلوم الدستورية في القرآن. أما القسم الذي يتناول تفسير الآيات وشرح الكلمات ويدور عموماً حول معرفة محتوي القرآن فيقع تحت عنوان علوم التفسير في القرن، مثل علم تفسير آيات الأحكام وعلم المفردات و غيرهما. وهكذا لن نكون بحاجة إلي تقسيم العلوم القرآنية إلي علوم لفظية و غير لفظية بحيث نضطر إلي ادخال علم المفردات تحت العلوم اللفظية. ثم هناك بعض المواضيع والمسائل التي يمكن أن تبحث في عدة علوم قرآنية لوجهات نظر ودوافع مختلفة .
هناك مثلا بعض المباحث الخاصة برسم الخط، فيمكن ان تبحث في العلوم الدستورية و في العلوم التاريخية. إن هذا النوع من التداخل يقع في جميع مباحث العلوم. مما تقدم يمكن اعتبار علم المفردات من العلوم التفسيرية.

الفصل الثالث ـ فروع علم المفردات

علي حد علمي كان الراغب الاصفهاني في أول من عني بتصنيف المسائل والمعارف الخاصة بعلم مفردات القرآن. وقد ذكر في مقدمته لكتابه «مفردات ألفاظ القرآن» ثلاثة فروع اصلية ورئيسة في الأقل لعلم المفردات: علم معاني الألفاظ المفردة في القرآن، وعلم مناسبات الألفاظ المفردة في القرآن، كالاشتقاقات والاستعارات وغيرهما، و علم الألفاظ المترادفة في القرآن وما يميزها من فروق 14.
بعد الراغب الاصفهاني قام أحد علماء القرن السابع الهجري، واسمه سليمان بن عبدالقوي الصرصري البغدادي المعروف بالطَّوفي، يتألف كتاب «الإكسير في علم التفسير» تناول فيه بأسلوب علمي وبتفصيل أكثر في علم المفردات، ويعتبر كتابه أفضل بحث نظري منظم في هذا العلم، بينما العمل اللافت للنظر الذي قام به الراغب الاصفهاني هو استخراج مفردات القرآن وتنظيمها وتفسيرها، دون الدخول في أبحاثه النظرية. يقسم الطوفي جميع العلوم إلي ثلاثة أقسام: العلوم الدينية، والعلوم البدنية، والعلوم المعاشية. وقسم العلوم الدينية إلي أقسام منفصلة، واعتبر «العلوم القرآنية» من جملة العلوم الدينية، ووضع لها الفروض والفروع. وقسم الطوفي العلوم القرآنية إلي العلوم اللفظية والعلوم المعنوية، ويقسم العلوم اللفظية إلي «معرفة المفردات» و «معرفة المركبات، ووضع لمعرفة المفردات، أو علم المفردات، اربعة فروع رئيسة، هي:
1. علم الغريب .
2. علم التصريف.
3علم الاعراب .
4. معرفة القراءات المنقولة.
يقول الطوفي:
أما علم القرآن، فهو إما لفظي وإما معنوي، أي متعلق بلفظه او معناه، فكل منهما علي أنواع. أما اللفظي: علم الغريب، وهو معرفة مفردات اللغة، كالقسورة، والهلوع، والكنود، والهمزة اللمزة في الاسماء. ونحو: وسق، وعسعس في الأفعال. ومنها علم التصريف، وهو ما يعرض للكلمة‏من حيث تنقلها في الأزمنة، نحو: ضرب، يضرب، ضرباً، أو من جهة الزيادة فيها، نحو: اضطرب، او القلب، نحو ميقات وميعاد، وموقن، وموسر، وآدم، وآخر، أو البدل أو ألادغام، نحو: شدّ ومدّ. ومنها علم الإعراب، وهو معرفة ما يعرض لأواخر الكلم من حركة أو سكون، كألقاب الإعراب. وإنما رتبنا هذه العلوم الثلاثة هذا الترتيب لأن مفردات اللغة إذا وردت، نظر حينئذ في تعريفها لأنه عرض عام لاحق لها حين إفرادها وتركيبها، ثم في اعرابها لأنه عرض خاص لاحق بأواخرها فقط حين تركيبها. ومنها القراءات المنقلة عن الأئمة السبعة ورواتهم وما يلحق بها من شاذ فصيح او متوجه»15
يتضح من هذا أن تقسيمات الطوفي تختلف كل الاختلاف عن تقسيمات الراغب، وهي، من جهة اخري، أكثر تنظيما، فقد أدغم الفروع الأصغر من علم المفردات بعضاً في بعض وجمعها في أربعة فروع كبيرة متميزة ومعينة. مع ذلك يمكن القول بأن عدداً كبيراً من فروع هذا العلم لا تدخل ضمن تقسيمات الطوفي، مثل مترادفات القرآن، وعلوم فهرسة القرآن، والمفردات المعرّبة في القرآن، ولغات القرآن ومجازاته. إن حشر هذه الأبحاث في إطار تقسيمات الطوفي، إن كان ممكناً فانه مدعاة للتكلف. لذلك ينبغي وضع تقسيم أو في لعلم المفردات، تعريف فروعه بصورة منفصلة. والظاهر أن العلوم القرآنية التالية فروع من علم مفردات القرآن:
1. معاني القرآن (معاني ألفاظ القرآن وادواته)
2. غريب القرآن.
3. المعرّبات في القرآن
4. لغات القرآن .
5.إعراب القرآن .
6.قراءات القرآن .
7.اشتقاقات ألفاظ القرآن ومناسباتها
8.مجازات القرآن .
9. وجوه القرآن ونظائره .
10. متشابه القرآن
11. معرفة فهارس القرآن .
هذه هي الفروع الأصلية لعلم المفردات. وفيما يلي توضيحات موجزة عن كل منها:

1. علم معاني القرآن :

هذا الفرع من علم المفردات يتناول بالشرح والتفسير ألفاظ القرآن من اسم وفعل وأداة، ويعطي معاني كلماته سواء كانت غريبة أو معرّبة أو عادية. و كتاب مفردات الراغب يعد من أبرز ما ألف في هذا الباب، وإن اعتبره السيوطي، إشتباهاً، من كتب غريب القرآن16. في الجزء الثاني من كتاب «الإتقان» و تحت عنوان «النوع الاربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر» يبحث السيوطي بالتفصيل في أهم الادوات والحروف في أهم الادوات والحروف في القرآن »17.

2. غريب القرآن :

كتب الكثير عن هذا الفرع من فروع علم المفردات، و قد جاء في تعريفه:«الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم...أما غريب القرآن فيراد به ما بينه أبوحيان الأندلسي في مقدمة كتابه «تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب». قال :
لغات القرآن العزيز علي قسمين، قسم يكاد يشترك في فهم معناه العامة والمستعربة وخاصتهم كمدلول السماء والأرض وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحر في اللغة العربية، وهو الذي صنف كثر الناس فيه وسموه غريب القرآن 18.
من ذلك مثلا «لا تكون فتنة» (البقرة/ 193) بمعني الشرك و «جنفأ» (البقرة / 183) بمعني الإثم والذنب...
أول من ألف في غريب القرآن هو عبدالله بن عباس الذي أورد السيوطي كتابه في «الاتقان »19، ويعده أبان بت تغلب. ولابد من الإنتباه إلي أن ما يسمي «مشكل القرآن» يختلف كثيراً عن غريب القرآن، لأنه إنما يتناول الآيات المتعارضة ظاهرياً20.
هنالك كتب مختصة بغريب القرآن، مثل غريب القرآن للسجستاني أو للطريحي. وثمة كتب تتناول غريب القرآن والحديث معاً، مثل «مجمع البحرين» للطريحي.

3. المعرّب في القرآن

يطلق اصطلاح «المعرّب» علي الكلمات التي يقال أنها في الأصل ليست عربية، وأنها قد دخلت العربية من لغات اخري، كالفارسية والحبشية والرومية والنبطية والعبرية الهندية وغيرها. إن القول بأن اللغة العربية، القديمة والحديثة، قد خلتها الفاظ كثيرة من اللغات الأخري لم يعد موضع شك او نقاش. ولكن الذي يختلف فيه علماء العلوم القرآنية والمتكلمون هو: هل القرآن المجيد يتضمن أيضاً كلمات غير عربي؟ المقصود من اصطلاح «المعرّب في القرآن» هو هذه الكلمات التي تم تعريبها، ومعرفتها احصائها وشرحها فرع من فروع علم المفردات. وحول وجود أمثال هذه الكلمات في القرآن وعدم وجودها توجد نظريات عديد.
أ. يري بعضهم أن ليس في لقرآن أية كلمة معرّبة، لأن القرآن نفسه يقول :
«إنّا أَنْزَلْناهُ قُرآناً عَرَبِياً» (يوسف / 2). الشافعي، و أبوعبيدة معمر بن المثني، و القاضيأبو بكر، و ابن فارس، و ابن جرير وغيرهم من أشد المدافعين عن هذا الرأي21و قد قال ابن فارس :
إنه لو كان في القرآن كلمات غير عربية لوقع من الإعجاز، لأن المشركين كانوايستطيعون أن يدّعواأن عدم تمكنهم من مقابلته او الإتيان بمثله إنما سببه وجود كلمات غير عربية فيه.
ب. النظرية الثانية تقول إن استعارة الالفاظ بين اللغات المختلفة أمر سائد في جميع لغات العالم لأسباب عدة، كالحاجة إليها والتوسع في اللغة و غير ذلك. وليست اللغة العربية مستثناة من هذه القاعدة العامة. وإذا أخذ بنظر الاعتبار مجاورة عرب الجاهلية لأقوام مختلفة، فإن بعض الألفاظ من لغات أولئك قد تسربت علي مر الزمان إلي اللغة العربية، باجراء بعض التغييرات عليها تصاغ صياغة عربية ويتداولها الناس في كلامهم، ولهذا لسبب ورد بعض منها في كلام الله أيضا، وهي «معرّبات القرآن». إن وجود عدد معدود من هذه الكلمات في القرآن او في كتاب عربي لايخرجه عن عربيته، بمثلما ان وجود كلمة او كلمتين عربيتين في قصيدة فارسي لايخرجها عن فارسيتها. وجود هذه المعرّبات في القرآن اكده الامام علي( عليه‏السلام ) و ابن عباس ومجاهد و عكرمة22.
ج. النظرية الثالثة مزيج من النظريتين. يسوغ أصحاب هذه النظرية أقوال الطائفتين المذكورتين ويربطون بينهما قائلين
إن ما يطلق عليها اسم معرّبات القرآن كانت في الأصل غير عربية، فرأي الذين يقولون بوجود الفاظ اعجمية في القرآن صحيح. إلا أن هذه الألفاظ بعد أن دخلت اللغة العربية تغير شكلها وحروفهاتغييراً لا يمكن معه اعتبارها أعجمية أو غير عربية. من مؤيدي هذه النظرية ابومنصور الجواليقي وتلميذه أبوالفرج بن الجوزي23. هنالك بالطبع نظريات أخري، منها نظرية «التوارد» أي إن المعرّبات كانت مستعملة في كلتا اللغتين من باب المصادفة، غير أن ضعف هذه الأقوال واضح.
بناء علي ما قيل، يكون وجود الألفاظ المعرّبة في القرآن صحيح ولا يمكن إنكاره. بعض هذه المعرّبات من اسماء الأعلام، مثل «ابراهيم»، وبعض آخر منها مصطلحات، مثل «الجبت»، ومنها أفعال، مثل «إبْلَعي» (سورة هود/ 44).
وقد أحصي السيوطي ستين ونيفاً من هذه المعرّبات ورتبها بحسب الحروف الهجائية24. من جملة الذين كتبوا في هذا الموضوع أبو منصور الجواليقيو جلال الدين السيوطي وأبوالبركات محمد بن يحيي الربعي وغيرهم 25

4. لغات القرآن

سكن شبه الجزيرة العربية قبال مختلفة تنطق جميعها بالعربية ولكن بلهجات متباينة تتخللها احياناً مفردات تراها في كلام احدي القبائل ولا تراها في قبيلة أخري. هنا يتبادر إلي الذهن هذا السؤال: هل دخلت في القرآن اية كلمة بلهجة، غير لهجة قريش، سواء كانت من اللهجات المنقرضة أو غير منقرضة مثل: كنانة، هذيل، حمير، جرهم، مدحج، قيس غيلان، خثعم، لخم، غسان، تميم، الأوس، الخزرج، مدين، عمارة، عمان، حضرموت وغيرها. معظم علماء العلوم القرآنية يعتقدون بوجودها فيه، وقد كتبت الكتب في تعرف تلك الكلمات، مما أدي بمرور الزمن إلي إيجاد فرع آخر لعلم المفردات أطلق عليه اسم «علم لغات القرآن »26، والتأليف الأول في هذا الباب ينسب أيضاإلي عبدالله بن عباس، وقد حققه الدكتورصلاح الدين المنجد وطبع في القاهرة وبيروت. بعد ابن عباس كتب آخرون في هذا العلم القيم 27.

5. إعراب القرآن

يعرف الطوفي إعراب القرآن أو علم الإعراب قائلاً :
.. ومنها علم الإعراب وهو معرفة ما يعرض لأواخر الكلم من حركة او سكون كألقاب الإعراب والبناء» 28. مع ذلك يمكن أن يقال إن إعراب القرآن أقرب نسبة إلي مباحث مركبات القرآن منه إلي المفردات. وفي هذا ايضا كتبت كتب كثيرة.

6. علم قراءات القرن

يقول الطوفي عند تقسيم علم المفردات: «ومنها معرفة القرإات المنقولة عن الأئمة السبعة ورواتهم وما يلحق بها من شاذ، فصيح، او متوجه».
علم القراءات يقوم علي أساس الروايات المختلفة عن تلفظ بعض كلمات القرآن المجيد. مثال ذلك كلمة «يطهرن» هل ننطقها بدون تشديد، أي «يَطْهُرْن» او بتشديد الطاء والهاء، أي «يطَّهُّرْن َ». بناء علي ذلك، يتناول علم قراءات القرآن كيفية تلفظ مفردات القرآن، فهو علم المفردات. القراءات المعتبرة سبع، وقيل عشر، وهي تصل عن طريق الروايات إلي رسول الإسلام ( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ). لقد ألف في علم القراءات كتب قيمة منذ القديم، منها «التيسير في القراءات» و «النثر في القراءات العشر».

7. الاشتقاقات والمناسبات في الفاظ القرآن

هذا هو العلم الذي يذكره الطوفي باسم علم التصريف، ويبحث في الجذور الصرفية للكلمات والقلب والادغام، بالإضافة إلي ما يصفه الراغب الاصفهاني في مقدمة (المفردات) بعلم مناسبات مفردات ألفاظ القرآن. ويمكن أن يكون بمجموعه فرعاً من معارف علم المفردات. ابن الجوزي، في «فنون الافنان»، يذكر معلومات قيمة عن هذا الفرع من علم المفردات 29و

8. مجازات القرآن

هناك اختلاف في كون القرآن يحوي علي الفاظ وكلمات مستعملة استعمالاً مجازياً. أكثر العلماء يعتقدون بوجوده ويضربون الأمثال لذلك.
يقول الذين ينكرون وجود المجاز في القرآن إن المجاز ضرب من الكذب، وساحة القرآن المجيد منزهة عن الكذب. هذه النضرية لا تبدو، طبعاً، صحيحة، وذلك لأن المجاز ضرب من الكلام الصحيح، لا الكذب، وهو دليل بلاغة الكلام، وكثيرن العلماء يعتقدون أن المجاز أبلغ من الحقيقة. و علي رأي السيوطي: اذا أزلنا المجاز من القرآن نكون قد أزلنا جانباً من جمال. لذلك فالمجاز موجود في القرآن، مثل قوله «وَاسْأَلُوا القَرْيَةَ»30 يعني: عن ساكينها، و «بِيَدِهِ الملْكُ»31 أي في قدرته، و «لَهُم ْ قُلُوب ٌ لا يَفْقَهُون َ بِها»32 أي: لهم عقول...بعض العلماء يتكلمون في مؤلفاتهم علي علم مجازات القرآن، كالسيوطي في «الإتقان »33، ومنهم ألف كتباً مستقلة في ذلك عالجوا فيها مفردات القرآن المجازية وشرحوها. وبما أن المجاز يتمثل في ألفاظ مفردة، فيمكن اعتباره من فروع المفردات .

9. وجوه القرآن ونظائره

الوجوه والنظائر أيضا فرع من علم المفردات. في ذلك يقول أحد العلماء :
علم الوجوه والنظائر هو فرع من التفسير، ومعناه أن تكون الكلمة الواحدة ذكرت في مواضع من القرآن علي لفظ واحد و حركة واحدة واريد بها في كل ٍ معني آخر. فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير لفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر هو النظائر وتفسير كل كلمة بمعني غير معني الآخر هو الوجوه. إذن النظائر اسم الألـفاظ والوجوه اسم المعاني. مثال الوجوه: الهدي يأتي علي سبعة عشر وجهاً:
بمعني الثبات:« اهْدُنا الصِّراط َ الْمُسْتَقِمَ»
بمعني البيان: «أُلئِكَ عَلي هُدي ٍ مِنْ رَبِّهَم»
بمعني الدعاء: «وَلِكُل ِّ قَوْم ٍ هادٍ»
مثال النظائر: كل ما فيه بروج فهو الكواكب، إلا «وَلَوْ كُنْتُم فِي بُرُج ٍ مُشَيَّدةٍ» فهي القصور الطوال الحصينة.
كل نكاح فيه التزوج، إلا «حَتّي إذا بَلَغُوا النِّكاح َ» فهو الحلم...34 الوجوه والنظائر من العلوم القرآنية المهمة. سليمان بن مقاتل، من القدماء، له كتاب مهم في هذا الباب، وكذلك ترجمته إلي الفارسية التي قام بها شخص اسمه التفليسي في القرن الخامس مع بعض الإضافات وطبع بتحقيق الدكتور مهدي محقق 35..و الدامغاني كان أيضا من بين الذين ألفوا في الوجوه والنظائر في القرآن 36.

10. متشابه القرآن

متشابه القرآن أيضا فرع علم مفردات القرآن، و قد ألفت فيه كتب مستقله لعل خيرها هو كتاب «البرهان في متشابه القرآن» تأليف محمد بن حمزه بن نصر الكرماني في
القرن الخامس. هنا «المتشابه» ليس في قبال «المحكم». موضوع هذا الفرع من العلوم القرآنية هو دراسة الكلمات المتشابهة وجمعها ومقارنتها في مختلف آيات القرآن الكريم وسوره. فمثلا، جا في القرآن: «لِيَسْألَ الصّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ» وفي موضع آخر يقول : « لِيَجْزِي َ اللّهُ الصّادِقيِن بِصِدْقِهْم» و غيرهما. و علي الرغم من أن فن متشابه به القرآن يتناول بالبحث، بالاضافة إلي الكلمات المتشابهة، الآيات المتشابهة أيضاً، إلا أن هذه الآيات متشابهة لأن فيها مفردات متشابهة. لذلك فان فن متشبه القرآن ينبغي أن يكون فرعاً من علم مفردات القرآن

11. فهرسة القرآن

العلماء القدامي، مثل ابن الجوزي في «فنون الأفنان» و السيوطي في «الإتقان» كانت لهم دراسات في احصاء اجزا القرن المجيد، آياته وكلماته وحروفه وسوره، و كذلك في تقسيمه الي الجزء والحزب والعشر وغير ذلك. كما جرت في السنوات الأخيرة مجاولات لإعداد كشف بالآيات وآخر بالموضوعات..إن تعبير فهرسة القرآن يقصد به البحث الإحصائي بالنسبة لكلمات القرآن و حروفه وآياته وسوره، ويعتبر فرعاً من علم مفردات القرآن وينبغي شرحه في مكان آخر37.
الفصل الرابع ـ ظهور علم المفردات
لقد ظهر كل فرع من فروع علم المفردات، مثل غريب القرآن، لغات القرآن، مشكل القرآن، وغير ذلك بمرور الزمان وتحت الظروف الثقافية والحاجات العلمية والدينية، وتكامل تدريجياً. و قبل دراسة التحولات الأساس والتاريخية التي طرأت علي تلك الفروع ينبغي أن نعرف كيف ولد هذا العلم (أو فروعه) وترعرع، و من الذين دخلوا فيه لأول مرة وقاموا بتدوينه، وأي الفرقتين الاسلاميتين الكبيرتين، التشيع والتسنن، كانت السباقة اليه.
بالرجوع الي المصادر القديمة في علوم القرآن، مثل تفسير الطبري و غيره نلاحظ أن: «بعض أصحاب النبي ومسلمي صدر الاسلام الاول كانوا ــ من باب الورع ــ يتجنبون الاشتغال بتفسير القرن المجيد، و كان منهم ابوبكر و عمر بن الخطاب و بعض التابعين مثل سعيد بن المسيب »38.
ولكن حتي في حالة صحة هذه النسبة إلي الشيخين، لابد من القول إن ذلك كان خلاف ما جري عليه النبي( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ) و عدد من كبار الصحابة، مثل علي بن ابي طالب ( عليه‏السلام ) و أُبي بن كعب ، و ابن مسعود و غيرهم . إن المصادر التاريخية تؤكد أن علي بن ابي طالب ( عليه‏السلام ) مثلا كان بأمر من النبي ( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ) نفسه، بل و حتي بإملائه، يكتب تأويل كل آية وتفسيرها. روايات كثيرة تؤيد هذا الأمر، فيما يلي بعضها:
1. في مقام المحاجة قال علي بن ابي طالب ( عليه‏السلام )مخاطباً طلحة:
يا طلحة! إن كل آية أنزلها الله جل وعلا علي محمد (6) عندي بإملاء رسول الله (6) وخط يدي. وتأويل كل آية أنزلها الله علي محمد (6) وكل حرام وحلال، أوحد أو حكم أو شيء تحتاج إليه الأمة إلي يوم القيامة، مكتوب باملاء رسول الله وخط يدي، حتي أرش الخدش39.
2. في حديث حول احتجاج علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام ) مع احد الزنادقة بعد رحيل رسول الله ( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم )، جاء: «وأتي بالكتاب علي الملأ مشتملاً علي التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، لم يسقط حرف ألف ولا لام فلم يقبلوا منه »40.
3. العلامة المجلسي، بالاستناد إلي طرقه في الرواية، ينسب كتاباً في التفسير والعلوم القرآنية إلي علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام )، كما أدرج مجموعه في كتابه 41.
و تعليقاً علي ذلك كتب السيد محسن الأمين قائلاً:
إنه كتاب فيه ستون نوعاً من العلوم القرآنية، و ضرب لكل منها مثال خاص 42.
وأمثال هذه الروايات كثيرة في مصادر أهل السنة، وكما قال الدكتورحسن ابراهيم حسن:
بعض كبار الصحابة تعلموا تفسير القرن من اشخاص مثل علي بن أبي طالب، عبدالله بن عباس، عبدالله بن مسعود و أبي بن كعب، كما كانوا يجيبون عن الأسئلة التفسيرية التي كانت تطرح عليهم استناداً إلي ما سمعوه من النبي (6) أو ما كانوا يدركونه بأنفسهم. وهؤلاء هم المؤسسون الأوال لعلم التفسير43.
علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام ) و علم المفردات
بالرجوع إلي ما وصل الينا من أقوال علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام )من خطبه ورسائله وكلماته القصار نلاحظ بوضوح علائم اتجاهه نحو تفسير الآيات و شرح المفردات، في كلامه المجموع في نهج البلاغة وحده نحصي مئة وثلاثين موضعاً يستشهد فيه بآيات من القرآن، في بعضها شروح بديعة لبعض المفردات 44 من ذلك مثلا شرحه للفظة «الفتنة» جدير بالإنتباه:
«لا يقولن أحدكم اللهم إني اعوذ بك من الفتنة، لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل علي الفتنة، ولكن من الستعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فإن الله سبحانه يقول:« وَاعْلَمُوا أَنّما أمْوالَكُمْ و.َأَوْلادَكُمْ فِتْنَةٌ» ومعني ذلك أنه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان الله سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب...»45.
نلاحظ أن الكلام شرح لأحدي مفردات القرآن، وأمثال ذلك في كلامه كثيرة. وبناء علي ذلك علينا أن نعتبر علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام )أول صحابي أقدم علي شرح مفردات القرآن وشرحها بأسلوبه الخاص، ذلك الأسلوب الذي ورثه عنه ابناؤه، أئمة الشيعة ( عليهم‏السلام ). من بين تلامذته ــ عدا أبناءه ــ كان عبدالله بن عباس الذي يبدو أنه كان أكثر تلامذته حظاً من استيعاب كلامه بحيث أنه أسس مدرسة خاصة بالتفسير ومستعينا بالشعر وغيره، فكان من مؤسسي علم مفردات القرآن .
طلائع علم المفردات بعد علي ( عليه‏السلام )
عبدالله بن عباس 46
كثير من العلماء، ومنهم الدكتور فؤاد سزگين، يعتبرون ابن عباس اول شخص عمل بجد في سبيل القيام بتفسير الفاظ القرآن المجيد وشرحها لغوياً. يقول الدكتور:« تفسير عبدالله بن عباس أول مسعي لتفسير القرآن وشرحه شرحاً لغوياً، وقد يجوز لنا القول بأنه من قام بالبحث في علم المفردات بين المسلمين »47.
هناك بضعة كتب في التفسير من طرق روايات مختلفة تنسب إلي ابن عباس. احدها رواية علي بن أبي طلحة الذي يقبل به الطبري المفسر و نقل منه نحو ألف مقتبس في كتابه 48...من تفسير الطبري يتضح أن تفسير ابن عباس استند علي شرح اللغة والمفردات .
كذلك يفعل العالم والمفسر الشيعي المعروف هشام بن محمد بن سائب الكلبي يروي عن ابن عباس أيضا، بالإستناد إلي علي بن أبي طلحة. في القرن التاسع الهجري قام مجدالدين محمد الفيروزآبادي (المتوفي سنة 817هــ) مرة أخري بجمع تفسير ابن عباس بصورة مستقلة، وصدر مؤخراً باسم «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس» طبع القاهرة وبولاق 49. يقول الدكتور سزگين إن هذا التفسير قد كتبه ابن عباس نفسه .
الكتاب الآخر الذي كتبه ابن عباس في علم المفردات ووصل إلينا هو كتاب «غريب القرآن» الذي صححه وهذبه تلامذته و عطاء بن ابي رباح (متوفي 114 هــ)، ونسخته الخطية موجودة في مكتبة عاطف افندي في تركيا50و
الثالث من مؤلفات ابن عباس في علم المفردات عنوانه «مسائل نافع بن آزرق»، وهو يضم إجابات ابن عباس عن الأسئلة التفسيرية واللغوية لأحد قادة خوارج ذلك العصر، نافع بن أزرق، وفيها نحو مئتي كلمة صاعبة من كلمات القرآن. يقول السيوطي إن تلك الاسئلة طرحها نافع وصاحبه نجدة بن عويمر علي ابن عباس من باب المناظرة العلمية في احد اركان الكعبة، وقد اجاب ابن عباس عنها جميعاً إجابات صحيحة51، مستنداً فيها إلي الشعر الجاهلي وأقوال العرب القدامي: مثلا سأل نافع عن معني كلمة «جَدّ» في الآية «.جَدُّ رَبِّنا» فأجاب ابن عباس بانشاد بيت لأمية بن ابي الصلت الذي قال فيه :
لك الحمد والنعماء والملك ربنا فلا شيء أعلا منك جَدّاً وامجدا52.
من هذا الكتاب وصلت الينا عدة نسخ، ومختارات منه نشرت ضمن مصادر اخري 53، كما أن الكتاب قد نشرته السيدة عائشة عبد الرحمن 54 .
الكتاب الآخر من ملفات ابن عباس في علم المفردات هو كتاب اللغات في القرآن والذي وصل الينا برواية عبدالله بن حسين بن حسنون المولود في 295 هــ. في هذا الكتاب يبحث ابن عباس في الفاظ القرآن بلهجات قبائل قريش، هذيل، كنانة، خثعم، الخزرج، أشعر، الحبش، النطبة، جرهم، قيس عيلان واللغات الحبشية والبربرية، واليمنية، و قد قام صلاح الدين المنجد بنشره تحت عنوان «لغة القرآن» في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ومن ثم طبع مستقلاً في بيروت 55.
التشكيك في أصالة تفسير بن عباس
لقد دأب المستشرق اليهودي «أغناس غولدزيهر» علي اثارة الشك والشبهة في المسائل الاسلامية، ومنها نسبة هذه الكتب إلي ابن عباس من دون أي سند تاريخي موثوق به، بينما هناك أدلة وقرائن تؤكد ثبوت نسبتها اليه من ذلك قبولها عند كبار اللغويين القدامي ،مثل أبي عبيدة و عمور بن المثني واقتباسهم منها.
1. كثير من علماء المسلمين منذ القديم اعتمدوا رواياته، ومنهم محمد بن جرير الطبري الذي اخذ عنه اكثر من ألف رواية.
2. كما أن تلامذه 56 ابن عباس نسجوا علي منواله في الاقتباس والتصحيح، مثل كتاب «غريب القرآن» لابن عباس والذي قام بتهذيبه تلميذه عطاء بن أبي رباح57. و ثمة كتاب آخر بعنوان «معاني ألفاظ القرآن»58 المنسوب إلي ابنه علي بن عبدالله بن عباس 59.
3. و هناك كتاب بعنوان «تفسير غريب القرآن» ينسب إلي زيد بن علي بن الحسين 60.
4.و لابان بن تغلب أيضا كتاب باسم «غريب القرآن »61، وله أيضا «كتاب القراءة» في علم المفردات 62.
و يشير سزگين إلي مؤلفات ابّان ومنها «كتاب القراات» و «غريب القرآن» الذي يسمي ايضا«معاني القرآن »63.
5. مقاتل بن سليمان (متوفي 150هـ) له بعض المؤلفات في فروع مفردات القرآن منها: «الوجوه والنظائر في القرآن» والذي يسميه سزگين «وجوه حرف القرآن» إلا إن تلميذه، ابونصر، هذبه وسماه «الوجوه والنظائر في القرآن» 65.
و «اللغات في القرآن» وهو نادر الوجود إن لم يكن عديمه و يعالج اللهجات الموجودة في القرآن، وهو من تآليف مقاتل في علم المفردات .
6. حمزة بن حميد الزيات الكوفي (80ــ156هـ) له مؤلف باسم «علم القراءة» و لم يصل إلينا بكامله، ولكنه ورد متناثراً في عدد من الكتب 66. هناك كتاب آخر في علم القراءة ينسب إلي زيد بن علي ( عليه‏السلام ) ونسخته موجودة ولكن نسبته اليه غير مؤكدة67.
7. هيثم بن بشير، و يكني بأبي معاوية (104 ــ183 هــ)، به مؤلفات في العلوم القرآنية، منها «التفسير» و «القراءات »68.
8. يحيي بن سلام التيمي . ولد في الكوفة (124 ـ200هـ)، له عدد من التآليف، منها «التفسير» الموجودة في جامعة الزيتونة بتونس، وكتاب باسم «التصاريف »و هو تفسير القرآن مما اشتبهت اسماؤه وتصرفت معانيه. منه نسخة في القيروان، واخري في القاهرة69.
وأهمية هذا الكتاب الأخير هو أنه يعني بالألفاظ القرآنية التي حدث فيها تصرف، وهو بحث جديد.
9. علي بن حمزة الكسائي النحوي(111؟ ــ189 ؟هــ) كان من معلمي محمد الأمين بن هارون الرشيد. يقول عنه العلامة السيد حسن الصدر إنه كان من قراء الشيعة المشهورين 70. له عدد من الكتب في علم المفردات منها «معاني القرآن» و «القراءات» و «المتشابه فيالقرآن»و «النوادر» و «المصادر» و «المختصر في النحو». والظاهر أنه أول من كتب في «متشابهات القرآن».
10.دارم بن قبيصة، واسمه الكامل هو دارم بن قبيصة بن نهثل بن مجمع أبوالحسن التميمي الدارمي. كان من أصحاب الإمام الرضا( عليه‏السلام )71 ومن رواته. يذكر له النجاشي كتابين في العلوم القرآنية «كتاب الوجوه النظائر»و «كتاب الناسخ والمنسوخ». كتابه الأول يعتبر من كتب مفردات القرآن .

خلاصة هذا الفصل

يستنتج من هذا البحث أن علم مفردات القرآن، بعد النبي( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم )قد بدء ــ استناداً إلي بعض آيات القرآن ــ علي يد علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام )في تلافيف محاوراته وخطبه ورسائله الرسمية، واتخذ شكله الجاد بأسئلة نافع بن ازرق وإجابات ابن عباس، ومن ثم توالي تأليف الكتب في الموضوع حتي أصبح علماً قائماً بذاته .
الفصل الخامس ـ علم المفردات في القرنين الثالث والرابع
تعرفنا في الفصول السابقة عدداً من كتاب المفردات وما جري علي هذا العلم من التغيير والتطور والإضافات. و هذا ما سوف نتعرفه في هذا الفصل عن الذين كتبوا في هذا العلم في القرنين الثالث والرابع .
1. محمد بن احمد الصابوني: يقول العلامة السيد حسن الصدر عنه محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليم أبو الفضل الجعفي الكوفي المعروف بالصابوني، من علماء الشيعة في القرن الثالث. له «الفاخر في اللغة» و «معاني القرآن»72.
2. يحيي بن مبارك العدوي(... ــ 202ه•• )هو أبو محمد يحيي بن مبارك بن مغيرة العدوي اليزيدي. له كتاب باسم «غريب القرآن». ولابنه، عبدالله بن يحيي، المعروف بابن اليزيدي أيضا كتاب في ستة مجلدات في غريب القرآن 73.
3. هشام بن الكلبي(...ـ 202ه••): أبو المنذر، هشام بن محمد بن سائب، المعروف بابن الكلبي. بحسب قول ابن النديم والصفدي إنه مؤلف «لغات القرآن »74.
4. النضر بن شُمَيل (... ـ 204). ابو الحسن، النظر بن شميل بن خرشة المازني، مؤلف «غريب القرآن »75.
5. الفراء الديليمي(...ـ 207) الداوودي، صاحب كتاب «طبقات المفسرين» وهو من علماء أهل السنة يقول عنه:
أبو زكريا بن زياد بن عبدالله بن مروان الديلمي المعروف بالفراء، إمام الأدب العربي، و كان من أعلم الناس، بعد الكسائي، بعلم النحو في الكوفة، درس علي الكسائي ويوذن، و كان يميل إلي مذهب الإعتزال متديناً ورعاً، ولكن أضله العُجب وحب العظمة، و كان يتعصب لسيبويه، و يتحدث علي غرار الفلاسفة، وقضي اكثر عمره في بغداد.كان أبوه، زياد، أقطع فقد يده في الحرب إلي جانب علي بن الحسين (2). للفراء كتب عديدة، منها«معاني القرآن» و«اللغات» و «المصادر في القرآن» و «الجمع والتثنية في القرآن» و «الكافي في النحو»وغير ذلك. توفي في طريقه إلي مكة76. في «معجم المعاجم» جاء «لغات القرآن» بدلا من «كتاب اللغات» من بين مؤلفاته 77.
كان الفراء من كبار رجال الشيعة، و لم يكن معتزلياً، كما ذكره الداوودي، بل كان كما ذكره العلامة السيد حسن الصدر مضطراً إلي التقية بسبب الجو الخانق الذي كان يعيش فيه ولأن أباه كان قد قطعت يده في سبيل الدفاع عن أهداف أهل البيت ( عليهم‏السلام )، فتظاهر بالاعتزال. حارب أبوه، زياد، في زمن الهادي العباسي إلي جانب الحسين بن علي بن الحسن المثلث» في واقعة «الفخ»، و ليس مع الحسين في كربلا، كما يقول الداوودي حسبما يظهر من حديثه.»
يقول المؤرخون إن اوراق كتابه «معاني القرآن» بلغت ألف ورقة» و قد أملاه علي تلاميذه الذين كان من بينهم ثمانون فقط من القضاة يدونون أقواله. كتب كتابين في« مشكل القرآن» أحدهما أكثر تفصيلا78. حسب الظاهر، أوجد الفرا تحولاً مشهوداً في علم مفردات القرآن. وقد كتب «المصادر في القرآن». «الجمع والتثنية في القرآن» في كتابين منفصلين و بشكل اختصاصي، و في فن مشكل القرآن أو «معاني القرآن» كتب كتاباً ضخماً جذاباً لم يسبقه اليه أحد.
6. أبو عبيدة (.ــ 210ه••)مَعْمَر بن المثني، كاتب آخر من كتاب المفردات في القرن الثالث. من تلامذته قاسم بن سلوم، أبو حاتم، والمازني، وأثرم، و عمر بن شبة، وقد عاصر الأديب اللغوي المعروف الأصمعي. ينسبه بعضهم إلي الشعوبية، وآخرون إلي الأباضية من الخوارج. من بين كتبه في علم المفردات :
«غريب القران» و «مجاز القرآن» و «معاني القرآن» و «اللغات »79.
«معجم المعاجم» يعتبر «غريب القرآن ومعاني القرآن ومجاز القرآن كتاباً واحداةً بثلاثة عناوين، ونشرها الدكتور سزگين في مجلدين بمصر، بينما الداوودي يقول إنها ثلاثة كتب منفصلة. و يعتقد سزگين أن كتاب« نزهة القلوب في غريب القرآن» للسجستاني هو تنظيم جديد لكتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة مرتباً علي الحروف الهجائية، من دون أن ينسب إلي صاحبه80.
7. أبو زيد الأنصاري (...ــ214، 215، 216 ه••): أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري الخزرجي، له كتاب في معرفة لهجات القرآن باسم« لغات القرآن»، و قد كان من كبار علماء اللغة وله مؤلفات كثيرة81.
8. ابو الحسن الأخفش (...ـ 210، 215، 221 ه••):
أبو الحسن سعيد بن مَسْعَدة المجاشعي المعروف بالأخفش الأوسط، من علماء النحو واللغة والمفردات في القرن الثالث. كان من اهل بلخ و مولي بني مجاشع بن دارم. سكن البصرة، و درس اللغة علي سيبويه بالرغم من أنه كان أكبر سناً منه، وكان يروي عن الكلبي والنخعي و هشام بن عروة، بينما كان السجستاني يروي عنه. قال المبرِّد: احفظ تلامذة سيبويه ثلاثة: الأخفش، فالناش، فقطرب. من مؤلفات الأخفش يمكن أن نشير الي «تفسير معاني القرآن» أو «غريب القرآن»، وغيره 82.
9. الأصمعي (...ـ 216 ه••): عبدالملك بن قُريب المعروف بالأصمعي، احد رواد علم اللغة وغريبها ونوادرها. كان منافساً لسيبويه وله مناظرات معه. من مؤلفاته «غريب القرآن». كان يتجنب التفسير والحذيث علي قدر الإمكان83.
10. القاسم بن سلام الهروي(...ــ224ه••): أبو عبيد، من المؤلفين المكثرين في القرن الثالث، له كتاب باسم «غريب القرآن» .
وهناك كتاب آخر في علم المفردات ينسب إليه علي تردد، بعنوان «ما ورد في القرآن من لغات القبائل» وقد طبع في حاشية «تفسير الجلالين» سنة 1342ه••، وطبعته الأولي كانت في حاشية كتاب «التيسير في علم التفسير» لعبد العزيز الدريني سنة 1310ه••84.
11. ابن مهران (..ــ 253ه••)
محمد بن يحيي بن مهران القُطَعي، أبو حزم، من مشايخ مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. له «لغات القرآن »85 .
12. ابن قتيبة الدينوري (...ــ 276 ه••): أبو محمد، عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري86، من الشخصيات البارزة في القرن الثالث. وقد اورد الداوودي سنة وفاته في 267ه••87. كان من علماء علم النحو واللغة والتاريخ. أقام في بغداد وتسلم القضاء في دينور. بعض علماء أهل السنة، مثل الدار قطني وغيره كذبوه، إلا أن الخطيب البغدادي وثقه. له في علم المفردات «إعراب القرآن» و «معاني القرآن» و «مشكل القرآن» و «غريب القرآن »88.
كتابه «غريب القرآن» طبع بتحقيق احمد الصقر في القاهرة سنة 1958.
13. المفضل بن سلمة (...ـ 290ه••): أبو طالب، المفضل بن سلمة بن عاصم الكوفي. له كتاب «ضياء القلوب في معاني القرآن»: يقال إنه في أكثر من عشرين مجلداً في غريب القرآن 89.
14. أبو العباس الثعلب (...ــ 291ه••): احمد بن يحيي بن زيد الشيباني الملقب بالثعلب، وهو من كبار علماء اللغة، من بين مؤلفاته كتاب باسم «غريب القرآن» يذكره ابن النديم 90.
15. ابو العباس الأحول: محمد بن حسن بن دينار الأحول. ابن النديم يذكر له كتاباً باسم «غريب القرآن» .
16. ابن رستم الطبري: أبو جعفر احمد بن محمد بن رستم الطبري. كان علي قيد الحياة في ائل القرن الرابع. له كتاب باسم «غريب القرآن »91.
17. ابن اشعث السجستاني(...ــ 316ه••): أبو بكر، عبدالله بن سليمان بن أشعث الازدي السجستاني، من كتاب المفردات في القرن الرابع. له كتاب «تفسير غريب القرآن» ونسخته الخطية موجودة في مكتبة شيخ الاسلام في المدينة برقم 188 تم استنساخها سنة 104 ه••92.
18. الحكيم الترمذي (.ــ320ه••): أبو عبدالله، محمد بن علي بن حسن المعروف بالحكيم الترمذي، مؤلف «تحصيل نظائر القرآن»، وتوجد نسخته الخطية في مكتبة بلدية الاسكندرية، وتم طبعه بتحقيق حسن نصر زيدان سنة 1970 في القاهرة93.
19. ابن دُريد الأزدي(..ــ321 ه••): أبو بكر، محمد بن حسن بن دريد الأزدي، من كبار علماء اللغة ومن قادة منحي البصيرين في الأدب. له كتب عديدة في اللغة، منها« جمهرة اللغة» المعروف كما له «غريب القرآن» و «اللغات في القرآن »94.
بعض المؤرخين اتهموه بالفسق وشرب الخمر95 أما المرحوم السيد حسن الصدر فيدافع بشدة عن تشيع ابن دريد96.
الأزهري لم يكن يعتبره حجة في علم اللغة . ثم يقول : .. زرته في كبر سنه فرأيته في حال شديدة من السكر97.
قالوا إن ابن دريد كان من الشيعة و رجلاً صادقاً وما هذا الإتهام والتاجريح إلا من جانبب بعض علماء اهل السنة
20. عبدالله بن سفيان النحوي(...ــ 325 ه••): أبو الحسن عبدالله بن محمد بن سفيان النحوي من تلامذة المبرّد والثعلب وغيرهما. في الأدب مزج بين المذهبين الكوفي البصري. كان المعلم الخاص للوزير أبي الحسن علي بن عيسي بن الجراح. له مؤلفات في النحو واللغة، وله «معاني القرآن» فيعلم المفردات 98
21. أبو اسحق الزجاج: ابراهيم بن سرّي المعروف بالزجاج، فقد كان يشتغل صناعة الزجاج. في الكبر شرع بتعلم الأدب واللغة علي المبرّد لقاء درهم واحد كل يوم، و بعد أنهائه الدراسة ظل يدفع للمبرّد ثلاثين درهماً كل شهر طوال حيته. استاذه الآخر كان ثعلب. من تلامذه الزجاج كان عبدالله بن المغيرة الجوهري. له في علم المفردات «معاني القرآن وإعرابه» و طبع تحت اسم «اعراب القرآن».
22. أبو زيد البلخي (...ـ 322ه••): احمد بن سهيل المعروف بأبي زيد البلخي. له مؤلفات عديدة. اتهموه بالالحاد، وبالاعتزال، و بالتشيع و غير ذلك، وبعضهم أثني عليه ثناء مبالغا فيه، وآخرون ذموه مبالغين في ذلك. من مؤلفاته «غريب القرآن» و «ما أغلق من غريب القرآن» و «نظم القرآن» و «الحروف المقطعة في اوائل السور»و «بيان أن سورة الحمد تنوب عن جميع القرآن» و «البحث عن التأويلات» و «قوارع القرآن» و «كتاب في تفسير فاتحة الكتاب»99.
23. جعد الشيباني (...ــ 322ه••): ابو بكر محمد بن عثمان بن مسبح المعروف بجعد الشيباني له كتاب «معاني القرآن» 100.
24. بو عبدالله نفطويه: ابو عبدالله ابراهيم بن محمد بن عرفة العتقي الملقب بنفطويه او يفطويه، اديب لغوي محدث مفسر. كان يقول: بموتي سيبقي الشعر العربي من دون صاحب. في الفقه كان من أتباع داود الظاهري و كان من ندمائه. درس الأدب واللغة علي المبرد والثعلب. من مؤلفاته في العلوم القرآنية: «إعراب القرآن» و «غريب القرآن» و «الرد علي من قال بخلق القرآن» و «الإستثناء والشروط في القراءات» و «أمثال القرآن»101.
25. محمد بن عزيز السجستاني(...ـ 330ه••): ابو بكر محمد بن عزير (عزيز؟) بن احمد السجستاني من كبار المؤلفين في مفردات القرآن. كان تلميذاً ملازماً لأبي البركات ابن الأنباري. له تاب «نزهة القلوب في تفسير كلام علام الغيوب» المشهور والمعرف ايضاً باسم «غريب القرآن» للسجستاني حرف في تأليفه ــ كما يقال ــ 15سنة من عمره، واعطاه لاستاذة ابن الأنباري لتصحيحه. قال بعضهم إن اسم ابيه هو عزيز، وأحسب به خطأ102لكتابه نزهة القلوب نسخ خطية كثيرة و طبع عدة مرات تجد مواضع وجودها مفصلة عن الدكتور سزگين103 الذي قام بمقابلة بين كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة و «نزهة القلوب» و خلص إلي أن كتاب السجستاني لا يستحق تلك الشهرة التي بلغها لأن كتابه في الواقع ليس سوي تلخيص لكتاب «مجاز القرآن» و ليس للسجستاني سوي فضل إدراك أهمية الكتاب فقام بتنظيمه مادة مادة بحسب الحروف الهجائية104.
26. أبو عمر المطرّز (...ـ 345ه••): محمد بن عبدالواحد، الزاهد المعروف بالمطرز والملقب بغلام الثعلب لأنه كان تلميذاً للثعلب. له كتاب «ياقوتة الصراط في غريب القرآن»105. وقد اعتبره السيد حسن الصدر من علما الشيعة الإمامية.
27. ابن خالويه النحوي(..ـ 370ه••): ابو عبدالله حسين بن احمد بن حمدان الهمداني المعروف بابن خالويه النحوي، من تلامذة مجاهد و ابن دريد و نفطويه و ابن الانباري و ابي عمر الزاهد. درس في بغداد و حلب إلي جانب أبناء سيف الدولة. له «غريب القرآن »106و «القراءات» و «إعراب ثلاثين سورة» و «البديع في القراءات السبع»107. يعده الصدر من علماء الشيعة.
28. ابو بكر النقاش (.. ـ 351 ه••): محمد بن حسن بن محمد بن زياد المعروف بالنقاش. له «الوجوه والنظائر» الذي اعتمد ابن الجوزي في تأليف كتابه «نزهة الأعين والنواطر في علم الوجوه والنظائر»108: الدكتور سزگين لا يشير إلي هذا الكتاب، بل يذكر كتابه الآخر «شعاع الصدور المهذب في تفسير القرآن» و يشير إلي مواضع وجود نسخه الخطية109.
29. أبو خلف الصيدلاني: عبدالعزيز الصيدلاني المرزباني، من مؤلفي المفردات في القرن الرابع الهجري. له «الموضح في معاني القرآن ومشكلاته»، ونسخته الخطيه موجودة تحت رقم 297 في أيا صوفيا110.
30. ابن المنادي (256 ــ 336 ه••): ابو الحسن احمد بن محمد بن المنادي. و لد في بغداد و توفي فيها. له أكثر من مئة مؤلف، منها «متشاله القرآن» الذي توجد نسخته في مكتبة بلدية الاسكندرية111.من تلامذته ابن فارس ، اللغوي المشهور.
31. ابن فارس اللغوي (...ــ 395ه••): ابو الحسين احمد بن فارس بن زكريا لغوي من تلامذة ابن المنادي، و هو من مشاهير اللغويين في عصره. كان يقيم في همدان، ثم انتقل إلي الري لتعليم ابن فخر الدولة الديلمي. تتلمذ علي يديه الصاحب بن عباد وبديع الزمان الهمداني . من اهم كتبه «معجم مقاييس اللغة» وله «جامع التآويل في تفسير القرآن » و «غريب القرآن» او «غريب إعراب القرآن» 112.
و من كتبه الاخري «كتاب الافراد» الذي اعتمده الزركشي في تأليف «البرهان »113.
32. الرماني (...ـ 384ه••): ابو الحسن علي بن عيسي بن علي الرماني، من كتّاب المفردات. له «غريب القرآن» حسبما جاء في «محجم المعاجم» نقلا عن القفطي في «أبناء الرواة»114.
33. الوزان: محمد بن علي بن مظفر الوزان، كان عائشاً في أواخر القرن الرابع. له «لغة القرآن» بنسخته الخطية115.
34. ابن حسنون (.ـ 386ه••): ابو احمد عبدالله بن حسين بن حسنون السامري البغدادي، من تلامذة أبي بكر بن مجاهد. أبي بكر بن مَقسَم،عاش في مصر. له كتاب «اللغات في القرآن» وهو شرح وتهذيب لكتب ابن عباس .
هؤلاء هم أهم كتّاب المفردات من القرنين الثالث والرابع. و يمكن ان نستخلص من ذلك أنه علي الرغم من وفرة ما كتب فيهما عن علم المفردات ولكن من حيث الكيف لا نجد أي تغيير أو إيجاد فروع جديدة.

پاورقيها:

1. «نفائس الفنون في عرايس العيون» ج 1 ص 370 تأليف شمس الدين محمد بن محمود الآملي.
2. «مفردات الفاظ القرآن» مقدمة المؤلف، تصحيح نديم المرعشلي .
3. «وقل استخرت الله تعالي في إملاء كتاب مستوفي فيه مفردات الفاظ القرآن علي حروف التهجي، فتقدم اوله الألف ثم الباء علي ترتيب حروف المعجم، معتبراً فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد، والاشارة فيه إلي المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب، وا حيل بالقوانين الدالة علي تحقيق مناسبات الألفاظ علي الرسالة التي عملتها مختصة بهذا الباب .
4. «نفائس الفنون» ج 1 ص 20.
5. «الإتقان» ج 1 ص 18 المقدمة.
6. المصدر نفسه، ص 17 و 18 .
7. المصدر نفسه، ص 19 ــ 23.
8. المصدر نفسه، ص 27 ــ 31.
9. المصدر نفسه، ج 2 ص 3.
10. المصدر نفسه، ص 148.
11. علوم القرآن اللفظية اصطلاح عام يشمل المفردات وغيرها لذلك لا يمكن اعتبار كل علم لفظي من مصاديق علم المفردات. إن ما يتصل بعلم المفردات هو ذلك العلم الذي يتناول الألفاظ المفردة في القرآن، لا المركبة، سواء كان حول مفهوم دلالة المفردة أو اشتقاقها، أو جذورها او كتابتها او كيفية تلفظها.
12. «مناهل العرفان في علوم القرآن» للزرقاني، ج 1 ص 16 .
13. «الاتقان في علوم القرآن» ج 1 ص 17 ــ31 (المقدمة).
14. «مفردات ألفاظ القرآن» المقدمة.
15. «الإكسير في علم التفسير» ص 18 و 19، سليمان بن عبد القوي الصرصري البغدادي المعروف بالطوفي، تحقيق الدكتور عبدالقادر حسين، القاهرة، 1977.
16. «الإتقان» ج 2 ص 166 ــ 388 .
17. المصدر نفسه، ص 3 .
18. «معجم المعاجم» ص 7.
19. «الإتقان» ج 2 ص 6ــ 66.
20. المصدر نفسه، ج 3 ص 88 وما بعدها.
21. «معجم المعاجم» ص 21. «الاتقان» ج 2 ص 125 .
22. المصدر السابق .
23. «الإتقان» ج 2 ص 129.
24. المصدر نفسه، ص 129 ــ 143 .
25. في العصر الحاضر، علي أثر تنامي معرفة اللغات وفقه اللغة واحياء اللغات القديمة وسهولة الوصول إلي قواميس كل لغة في الدنيا، فإن من الممكن القيام بدراسة مقارنة بين الألفاظ المعرّبة في القرآن مع احتمالات وجودها في اللغات الأخري، وبوضع جداول للمقارنة، مما سوف يوصلنا إلي حقائق مهمة لاكتشاف الألفاظ المعرّبة في القرآن .
26. مرادفها في الفارسية هو «لهجه شناسي واژدهاقرآني» است .
27. قضايا قرآنيه في ضوء الدراسات اللغوية» تأليف الدكتور عبد العال سالم مكرم، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1408ه•• في رحاب القرآن الكريم، ج 2 / 185 ــ 187، تأليف الدكتور محمد سالم محيسن، القاهرة، 1402ه••. في القرآن من كل لسان، تأليف الدكتور سميح ابو مغلي. طبع الاردن. للاطلاع علي مزيد من أمثال هذه الكتب راجع معجم المعاجم، 7 ــ 16. وللحصول علي جدول منظم للهجات القبائل العربية في القرآن راجع الإتقان، ج 2 / 106 ــ 122.
28. الإكسير في علم التفسير، ص 19.
29. فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، ص 420ــ450، تحقيق الدكتور عقر.
30. سورة يوسف / 82 .
31. سورة الملك/ 1.
32. سورة الاعراف / 179.
33. الإتقان، ج 3 ص 120و ما بعدها.
34. معجم المعاجم، 18 و 19 نقلا عن كشف الظنون ومفتاح السعادة .
35. وجوه القرآن، لأبي الفضل جيش ب ابراهيم التفليسي، تحقيق الدكتور مهدي محقق، طبع جامعة طهران .
36. قاموس القرآن، للفقيه الدامغاني، بيروت، دار العلم للملايين .
37. في القرون الأولي لا تجد كتاباً مستقلا يتناول هذا الفرع من العلوم القرآنية.
38. تاريخ التراث العربي، ج 1، ص 58 و 59، الدكتور فؤاد سزگين .
39. الاحتجاج، للطبرسي، ج 1 / 223 .
40. تفسير الصافي (فيض)، المقدمة السادسة، ج 1 ص 11.
41. بحار الانوار الطبعة الجديدة، ج 93 ص 3 ــ97 .
42. أعيان الشيعه، ج 1 ص 90وما بعدها.
43. تاريخ الاسلام، ج 1 ص 514 للدكتور حسن ابراهيم حسن، نقلا عن الشيعة الإمامية ونشأة العلوم الاسلامية، ص 94 للدكتور علاء لدين أمير محمد القزويني، طبع قم .
44. نهج البلاغة، تحقيق الدكتور صبحي الصالح، ص 796 ــ 802، ط 1، بيروت 1387 ه••.
45. الدليل علي موضوعات نهج البلاغة، ج 1 / 271، تنظيم علي انصاريان، (نهج البلاغة حكمت، 90ــ93). قال علي ( عليه‏السلام ):«لا يقولن أحدكم اللهم إني اعوذ بك من الفتنة لأنه ليس احد إلا و هو مشتمل علي فتنة. ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فان الله سبحانه يقول: اعلموا إنما أموالكم واولادكم فتنة. ومعني ذلك أنه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أعلم بهم ن أنفسهم، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب...»
46. ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات وتوفي سنة 69 أو 70 للهجرة. لم يكن له دور بارز في الأمور السياسية‏ا العسكرية، ولكنه حضر .كثر الفتوحات الاسلامية.
47. تاريخ التراث العربي، ج 1 ص 64.
48. المصدر نفسه.
49. المصدر نفسه، ص 67
50. المصدر نفسه. معجم المعاجم ص 7 .
51. معجم المعاجم، 6 .
52. المصدر نفسه .
53. تاريخ التراث العربي ص 67.
54. المصدر نفسه، ص 68، والمجلد الثامن، 1 ـ 2 / 35.
55. المصدر نفسه، ص 68. والمجلد الثامن، 1 ـ 2 / 35. الآثار الباقية منهم تعتبر من أقدم الكتب، مثل تفسير مجاهد بن جبر الذي ينقل عن استاذه ابن عباس. تاريخ التراث العربي، المجلد الثامن، ج 1 ــ2 / 35.
56. المصدر نفسه، المجلد الأول، ج 1 ص 74 .
57. نسخة الكتاب الخطية موجود في مكتبة آية الله المرعشي، قم .
58. هو أصغر أبنا ابن عباس، وهو أبو سلسلة الحكام العباسيين و توفي سنة 117 ه••.
59. تاريخ التراث العربي، المجلد الثامن، ج 1 ـ 2 / 36 .
60. طبقات مفسران شيعة، ج 1 ص 371 ـ 2 .
61. تاريخ التراث العربي، المجلد الاول، ج 1 ص 82، و ج 3 ص 22ــ3 .
62. المصدر نفسه. ص 10و 11.
63. يقول بعض الباحثين إن كتاب إبان «معاني القرآن» كان مستقلا عن كتابه «غريب القرآن». انظر «الشيعة الإمامية‏و نشأة العلوم الاسلامية» ص 106ــ 108،
64. معجم المعاجم، ص 19.
65. تاريخ التراث العربي، المجلد الأول، ج ص 86.
66. المصدر نفسه، ص 32 .
67. المصدر نفسه: ص 28، و ج 3 ص 323.
68. المصدر نفسه، ص 89.
69. المصدر نفسه، ص 90و 91.
70. تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، ص 347 (نقلا عن الشيعة الإمامية ونشأة العلوم الاسلامية، ص 111).
71. رجال النجاشي، ص 162، طبع جامعة مدرسي قم.
72. تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، ص 335، منشورات أعلمي، طهران .
73. معجم المعاجم، ص 8 و 9 .
74. المصدر نفسه، ص 16.
75. المصدر نفسه، ص 8 .
76. طبقات المفسرين، ج 2 ص 367 ــ8 للحافظ شمس الدين محمد الداوودي. طبع بيروت، دار الكتب العلمية.
77. معجم المعاجم، ص 16.
78. تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، ص 70.
79. طبقات المفسرين، ج 2 ص 326 ــ 7.
80. ورد في معجم المعاجم أن وفاة ابي عبيدة كانت في سنة 210ه••(ص) بينما الداوودي يذكره في 209أو 211 ه••( ج 2 ص 328).
81. طبقات المفسرين، ج 1 ص 487.
82. المصدر نفسه، ج 1 ص 191 و 192 .
83. المصدر نفسه، ج 1 ص 360ــ1.
84. معجم المعاجم، ص 9 و 17.
85. طبقات المفسرين، ج 2 ص 269 .
86. معجم المعاجم، ص 9.
87. طبقات المفسرين، ج 1 ص 252.
88. المصدر نفسه، ص 251.
89. معجم المعاجم، ص 10.
90، 91، 92،93. المصدر نفسه، ص 19 .
94. المصدر نفسه، ص 17.
95. طبقات المفسرين، ج 2 ص 124 .
96. تأسيس الشيعة لعلوم الاسلان، ص 157 .
97. طبقات المفسرين، ج 2 ص 124.
98. المصدر نفسه، ج 1 ص 255.
99. المصدر نفسه، ج 1 ص 43و 44.
100. معجم المعاجم، ص 11.
101. طبقات المفسرين، ج 1 ص 21 ــ23.
102. معجم المعاجم، ص 11.
103. تاريخ التراث العربي، المجلد الأول، ج 1 ص 101 و 102.
104. المصدر نفسه، ص 100.
105. معجم المعاجم، ص 12.
106. المصدر نفسه .
107. طبقات المفسرين، ج 1 ص 151 و 152 .
108. معجم المعاجم، ص 19.
109. تاريخ التراث العربي، المجلد الاول، ج 1 ص 104.
110. المصدر نفسه، ص 108.
111. المصدر نفسه، ص 102.
112.طبقات المفسرين، ج 1 ص 60ــ62.
113. البرهان، ج 1 ص 102 و 105.
114. معجم المعاجم، ص 12.
115.تاريخ التراث العربي، مجلد 1، ج 1 ص 105.

مقالات مشابه

معناشناسی واژه اعجمی در کتاب و سنت

نام نشریهعلوم و معارف قرآن و حدیث

نام نویسندهحمیدرضا فهیمی تبار, مهدی آذری‌فرد

معناي واژه «ص-ل-ح» و مشتقات آن در قرآن

نام نشریهمشکوة

نام نویسندهمجید صالحی

مفردات قرآن در «تفسیر المیزان»

نام نشریهعیون

نام نویسندهمحمود حائری, صالح عادلی ساردو

خبری یا انشایی بودن اسلوب «سبحان»

نام نشریهعیون

نام نویسندهوصال میمندی, علی بیانلو, سکینه حجازی